د.صفوان توفيق
الندوة العلمية الأولى : علوم الرياضة ومعلم التربية ...التحديات والتطوير - كلية علوم الرياضة والنشاط البدني 9_10رجب 1436هـ الموافق 28_29 أبريل 2015م | |
برنامج إعداد معلم التربية البدنية - د.صفوان محمد توفيق | |
ملخص البحث :
- تولي الدول على اختلاف فلسفاتها وأهدافها ونظمها الاقتصادية الاجتماعية مهنة التعليم والارتقاء بالمعلم وإعداده كل اهتماماتها وعنايتها وتتيح له فرص النمو المهني المستمر، حيث أن مستوى المعلم ومدى الفعالية التي يتصف بها اثناء تأديته لرسالته التربوية هي التي تحدد نوعية التعليم ومدى تحقيق الأهداف التربوية. - والمعلم عنصر هام في المجتمع الذي يعيش فيه، فهو الرائد الاجتماعي التربوي الذي يعمل على إصلاح المجتمع، والإسهام في الارتقاء به، وله أهمية كبيرة في العملية التربوية بحكم وصفه القيادي لكونه موجهاً لطلابه وللعملية التربوية، وناقلاً للتراث الثقافي. - ويؤكد ( جان ديلور وآخرون: 123) أنه يجب الحرص على الإعداد الجيد لمعلمي المستقبل من خلال تلقيهم مبادئ التكنولوجيا الجديدة، لما للعلوم من دور حاسم في التغلب على التخلف والفقر بدءً من اختيار الشخص المناسب وإعداده من خلال تعهد نوعيه خاصة من التعليم. |
|
- إن كل ما يحصل عليه المعلم من خلال البرامج التعليمية الرسمية أو من مختلف المصادر الأخرى يرتبط ارتباطا وثيقاً بما يمكن أن يقدمه لطلابه فنوعية التعليم في المؤسسات التربوية تعتمد على نوعية المعلم ومدى ما حصل عليه من خبرات وإعداد مهني متكامل ( مجموعة هولمز بالولايات المتحدة الأمريكية:81). - وفي مجال التربية البدنية يزداد الاحتياج إلى الإعداد الجيد للمعلمين خاصة في ظل ما تتعرض له المهنة من عدم الاهتمام تهدد مكانتها بين المجالات التربوية الأخرى. - هذا ما تؤكده ليندا. ل، بين Linda,L. Bain:758) ) أن المشكلة الكبرى التي تواجه القائمين على إعداد المعلم بشكل عام هي كيفية إعداد المعلم الذي يستطيع القيام بالبرامج التدريسية الجيدة من المدارس، وتعد هذه المشكلة أكثر وضوحاً في مجال التربية البدنية حيث يسود اعتقاد بعدم أهمية برامج التربية البدنية في المدارس وقد وضعت في المرتبة الهامشية. ويؤكد (بالبوا – Balboa:166) أن معلم المستقبل يجب أن يمتلك المعارف والمعلومات والإجراءات والأساليب والمفاهيم والأفكار لتدريس التربية البدنية ويجب ألا ينظر إلى المعلم على أنه أداة توجيه فقط ولكنه ناقل للمعرفة بذكاء. فلسفة منهج إعداد معلم التربية البدنية: إن تعدد المؤسسات التربوية التي تُعنى بإعداد معلم التربية البدنية أدى إلى تباين نظم إعداد وتأهيل الطلاب فيها وبالتالي اختلف مستوى اداء خريجيها. - ولما كانت العديد من المهن المتباينة تعتمد في قيامها على الحقائق والأسس العلمية والفلسفية لتكوين معتقدات رئيسية يستفاد منها كدليل لتوجيه العمل المهني لتحقيق أهداف المهنة، فان دليل التوجيه المهني للتربية البدنية يشتق من العلوم والفلسفات المرتبطة بمجال التربية البدنية فالتربية البدنية مجال مختلط يستمد اصوله من منطقة عريضة من مجال الاهتمامات التربوية كالعلوم البيولوجية كالأحياء ولتشريح ووظائف الأعضاء، ومن العلوم الإنسانية كالتاريخ والعلوم السياسية والفلسفة، والميراث الانساني الاجتماعي الذي يشمل علم الاجتماع وعلم النفس وعلم أصل الانسان. - وعلى اية حال فإن من أهم الأمور التي يجب أن يتعلمها الطالب هي إيجاد فلسفة منهجية للحياة والتربية البدنية وهي فلسفة يجب أن تكون مبنية على معرفة منهجيه سليمة وعلى دراسة أكاديمية تنبع من البناء التركيبي لجميع الفروع العلمية من المعارف التي تكون الحقل العلمي المسمى التربية البدنية. - كما أن وجود فلسفة واضحة فى ذهن المعلم تساعده في الإجابة على سؤال مثل، ما هو المرغوب والمطلوب تحقيقه تربوياً من برنامج والتربية البدنية. - إن كثير من معلمى التربية البدنية يعتقدون أن الفلسفة لا تدخل ضمن اهتماماتهم المهنية على أساس أن عملهم يغلب عليه الطابع البدني، وهذه الطريقة من التفكير تجعلهم دون مستوى التخصص فهم يرغبون في أن يقوم الآخرين بالتفكير نيابة عنهم. - إن وضوح الفلسفة لدى المعلم ترفع التربية البدنية من مجرد حرفة إلى كونها مهنة أو نظام تربوي. - إن التربية بحكم طبيعتها تحتاج إلى إجراءات وخطوات تنفيذية وهذا يستند إلى وجهات نظر وإلى الفكرة (الفلسفة). - فالمنهج في مجال التربية البدنية يرتكز على العديد من الأسس والمبادئ التربوية الحديثة التي تتفق مع الفلسفات المعاصرة في هذا المجال، ويرجع ذلك إلى تأثر المنهج بآراء التربويون والفلاسفة للاستفادة في تطويرها مع التقدم العلمي والتقني الذي يسود المجتمع (محمد الحماحمي:211). - ويؤكد ذلك ما اشار اليه كل من (أمين الخولي، جمال الشافعي: 74،75) من أن المنهج الجيد لإعداد معلمي التربية البدنية هو الذي يستوعب القيادات الفكرية و الاجتماعية في المجتمع ويعايش المشكلات الثقافية والتربوية، وهذا يلقي الضوء على معنى التوجه الفكري والفلسفي للمنهج الذي يعبر عن مجموعة من الأطر والأفكار المرشدة لكافة العناصر والتعليمات المكونة للمنهج، والمنهج الذي يخلو من التوجهات الفلسفية هو خبط عشوائي من الخبرات والمهارات والاتجاهات غير المنسقة والتي تكون حصيلتها في النهاية ضعيفة وغير مجدية ولا طائل منها. - ولكن ما السبيل الامثل لتحديد فلسفة التربية البدنية؟ ففي الحقيقة من العسير أن نقول ان هناك سبيلاً أفضل من غيره فهي سبل ومناح تنتهي إلى تحقيق الهدف نفسه من زوايا مختلفة أما هذه السبل فهي تنحصر غالباً في ثلاث: 1- تتم عن طريق دراسة جملة الافكار والمفاهيم الاساسية والقيم والأهداف التربوية. 2- عن طريق شخصيات من اهم فلاسفة التربية ذوي الأثر الواضح في هذا المجال (رسل، ديوي، فريري،.......إلخ). 3- عن طريق مدارس واتجاهات وعدد من الفلسفات والمذاهب ذات الاسهام التربوي كالبرجماتية مثلاً. و إذا كنا نقول أن المعنى المراد بالفلسفة يصور رؤيتنا نحن فإن هذا لا يعني ابدا اننا نحن الذين ابتكرناه أو الفناه، بل اننا نحن فقط نقول اننا نتبناه، فنحن لا نبتكر المفاهيم ولكن نتبناها (سعيد إسماعيل علي:44) وفي النهاية نضع الفلسفة موضع التنفيذ عن طريق محتوى المنهج وتحقيق الأهداف. أهداف منهج إعداد معلم التربية البدنية إن أي عمل ناجح لا يتم إلا بوجود أهداف توضع من أجل الوصول اليها وتحقيقها والأمر أكثر أهمية وضرورة في تحديد وصياغة أهداف المؤسسات التي تقوم بإعداد المعلم الذي يعتبر حجر الزاوية في العملية التعليمية. وهناك الكثير من الجدل بين القائمين على العملية التعليمية حول المصادر الاساسية للأهداف فالتقدميون مثلاً يؤكدون أهمية دراسة الفرد ومعرفة وتحديد ميوله ومشكلاته بينما يؤكد التقليديون أهمية المعرفة والمادة التعليمية، في حين يرى السلوكيون أهمية المشكلات الاجتماعية المعاصرة كمصدر من مصادر تحديد الأهداف والمعرفة بينما يرى فلاسفة التربية أن الفلسفة التربوية هي المصدر الاساسي الذي تشتق منه الأهداف التربوية ومن الملاحظ أن لكل هذه المصادر أهميتها في اشتقاق الاغراض والأهداف التربوية فالاتجاه الحديث يرى أنه ليس هناك مصدراً واحداً يعد قياساً تشتق منه الأهداف التربوية، فهناك اتفاق على أن المصادر غالباً ما تتضمن دراسة كل من المجتمع والفرد وطبيعة المعرفة. وقد شاع بين المختصين في مجال التربية أن للشخصية مستويات ثلاث تقوم بتنمية جوانب الشخصية وتعد اساساً لأهداف التربية البدنية وهي: المستوى الأول: وهو مستوى الوعي والإدراك المعرفي. المستوى الثاني: مستوى العاطفة والوجدان. المستوى الثالث: مستوى الحركة والنزوع والمهارة. وهناك بعض الآراء لمجموعة من الخبراء لأهداف متنوعة لمنهج إعداد الطالب لمهنة التربية البدنية يمكن أن تساعد أعضاء هيئة التدريس لاختيار أهدافهم لان هدفاً واحداً سوف لا يعكس الآراء المتنوعة لأعضاء هيئة التدريس. يؤكد ميتسلر، بوني Metzler, & Bonnie:468)) على أن من أهم واجبات عضو هيئة التدريس في منهج إعداد الطالب لمهنة التربية االبدنية أن يقرر ما هو التعريف الواضح الذي يؤمن به وعن ما يمكن تحقيقه. ويرى كل من نيمسر (Nemser:13) و رنك (Rink:320) أن من أهم أهداف المنهج المتوقعة تخرج أخصائيين ذوي خبرة في المجال التخصصي وفي الجوانب الأكاديمية، والملمين بالفلسفة المناسبة والذين يعرفون الكثير من مهارات الألعاب الرياضية، والجمباز، والتعبير الحركي. وقد أضاف نيمسر (Nemser:144) هدف آخر وهو " أن يمتلك المعلم مهارات تدريسية مبنية على خبرات عميقة نابعة من البحث العلمي والتكنولوجي. ويذكر بالبوا (Balboa:91) أن من اهداف المنهج تنمية جانب تربوي عميق يكون قيمته في تدعيم المساواة والعدل ما بين التربية البدنية والمجتمع الكبير". ويضيف كوتشران، كينج (Cochran, & King: 263) " أن منهج إعداد طالب التربية البدنية يمكن أن يسعى إلى المعلمين البنائين وليس الهدامين الذين يؤمنون بأن المعلم يجب أن يكون نشيطاً ومبتكراً وأن يكون مضيفاً للمعلومة، بدلاً من أن يكون مستقبلاً سلبياً. ومن الأهداف الهامة الأخرى كما حددها (تنبلين، شيب Tenplin & Schempp:11) " أن يكون المعلم مزوداً بجانب اجتماعي يسمح له بأن يقوم بدوره في مجال التربية البدنية " إن منهجاً بهذا الهدف سوف يساعد المعلمين على أن يكونوا فاعلين حتى يطوروا ذاتهم كمعلمي تربية بدنية، وأن يكونوا قيماً وسلوكاً مرتبطاً بهذا الهدف. ويؤكد (ميتسلر، بوني Metzler & Bonnie : 476) أنه عندما يكون لبرنامج التربية البدنية أكثر من هدف فإن أعضاء هيئة التدريس سوف يعملون على تنظيم وترتيب هذه الأهداف حسب الأهمية، وسوف يسعون لتحقيقها بدرجات متفاوتة. وفلسفة التربية البدنية تقدم الاتجاه الأنسب للمهنة والبرامج، فقد لوحظ أن كثيراً من المناهج تفتقد التوجيه والنظام والتدريب لأن الاهداف تعكس الفلسفة، فكل الافتراضات المهنية والتربوية تبني وتؤسس على ضوء منظومة الأفكار التي نعتقد بصحتها (محمد صبحي حسنين، أمين أنور الخولي: 367). وهناك عدة فلسفات حول كيفية تحقيق هذه الأهداف، وبالرغم من أن بعض الفلسفات قد تكون مناسبة لتحقيق أهداف دون أخرى. إلا أن (تسانجاريود، سايدنتوب Tsangaridou & Siedentop:212) يريان أن هناك حداً أدنى من القدرات والخبرات أو السمات التي يجب أن يتحلى بها الطلاب ويجب أن تصمم لمساعدتهم على تنفيذها، إن الطريق الصحيح للإعداد المهني للطالب يجب أن يستخدم استراتيجيات مثل الكتابة وتحليل المنهج والإشراف، والبحث العلمي، والأخلاقيات والقيم، ودراسات الحالة، وذلك لتحقيق أهداف المنهج. ويرى بالبوا (Balboa:47) أن المدخل الحقيقي والمهم إلى منهج إعداد الطالب يجب أن يكون التساوي بين المدرس والمتعلم في المسئولية والأهمية وفي تقييم المعلومات وهذا مرتبط بتصميم مقررات تحتوي على الناحية السياسية والاجتماعية، وخلافاً لما يراه التقليديون فإن منهجاً حديثاً يجب أن يتضمن أهدافاً تعمل على أن يكون المتعلم فاعلاً مبتكراً. إن هدف المنهج الرئيسي سوف يؤثر بالطبع على الفلسفة التي يؤمن بها أعضاء هيئة التدريس كذلك يؤثر على كل الجهات الإدارية المسئولة عنهم كالقسم أو الكلية، كذلك يجب تحديد التعريف الواضح الذي يؤمنون به وما يجب عليهم تحقيقه. ويتضح ايضاً من خلال دراسة فلسفة وأهداف المنهج أن المقررات المهنية فقط ليست كافية لإعداد الخريج فهناك متغيرات هامة يجب مراعاتها من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والعقلية والجسدية ومشاكل البيئة المحيطة، كما أن العبء الأكبر يقع على عضو هيئة التدريس وكفاءته ومهاراته، وخبراته، وقناعاته بالأهداف والفلسفات حتى يستطيع تحقيقها، وكذلك لابد من وجود تعاون وتفاعل بين أعضاء هيئة التدريس لتحقيق الأهداف والفلسفات المحددة. اختيار محتوى الاعداد المهني في التربية البدنية إن التحدي الذي يواجه مخططي المنهج هو الكم الهائل من المحتوى الذي يجب عليهم الاختيار من بينه، ويتفق الجميع على أن المحتوى الذي يقع عليه الاختيار هو الذي يستطيع المتعلمين تعلم الحد الأقصى منه بحسب قدراتهم وإمكانياتهم، إلا أنه لابد من أن يفكر متخصصو البرامج بما يعنون بالمحتوى ويتفقوا على معناه. وهناك من يرى أن المحتوى هو خلاصة المعلومات التي تشكل مادة التعلم في المنهج (وصف محدد لبحث محدد) ، وقد تتألف هذه المعلومات من الحقائق والقوانين والنظريات والعمليات (خليفة علي السويدي، خليل يوسف الخليلي :233، عن باكر، هوينكيز Parker, Hunkins). وهناك صراع مستمر لتعريف مادة الدراسة لمجال التربية البدنية والقضية الأكثر إثارة هي قضية التوجه العلمي في مقابل التوجه المهني. وترى (ليندا، ل. بين Linde L. Boin:758) أن التربية البدنية تتسم بافتقارها إلى الإجماع ليس فقط حول رسالة وأهداف المجال بل كذلك حول طبيعة مادته الدراسية فهناك اتجاه نحو المادة الدراسية كأشكال من اللعب الحركي (الرياضة، الألعاب، التعبير الحركي) أما الاتجاه الآخر فهو أن المادة الدراسية كتحليل ودراسة علمية لحركة الإنسان، والتأكيد المستمر على التدريس في منهج الإعداد المهني لطالب التربية البدنية (من خلال الدراسات المختلفة) يوضحه النسبة العالية لطلب المقررات المخصصة لأصول التدريس (33%) مقارنة بتلك المخصصة للجوانب العلمية الأكاديمية (13%، 11%) لمقررات الأداء. وبالرغم من قلة مقررات الأداء فإن بعض الآراء ترى أنه يجب أخذ مقررات دراسية يدرس فيها الأداء لذاته في مقابل الاتجاه الذي يرى أن مقررات الأداء تعتبر مقررات لأصول التدريس أكثر منها مقررات محتوى. ولكن من المؤكد أن الطلاب يحتاجون لكلا النوعين من مقررات الأداء. وقد ميز (أمين الخولي عن كينون: 314) بين التوجه العلمي والتوجه المهني كما يلي: التوجه العلمي ويجب أن تكون له أغراض واضحة تتمثل في: 1- فهم جانب معين من الحقيقة أو المعرفة. 2- القدرة على وصفه وتفسيره. 3- وإلى حد ما القدرة على التنبؤ المتصل به. قاعدة المعارف والمعلومات Data Base: وهي تعد قاعدة المعارف التدريسية الأساسية لإعداد الطالب، فمنهج الإعداد المهني في مجال التربية البدنية يهتم بتدريس الطلاب بعضاً من المهارات التربوية المركبة، وبعض المواقف المهنية، ومعلومات عن الأداء والمحتوى، هذا بالطبع يحتاج إلى طرق لتصنيف معلومات الطالب (كرستين Christensen:38). وقد أوضح (ميتسلار وبوني Metzler, & Bonnie: 368) أن قاعدة المعلومات تتركب من عدة خبرات متنوعة في عدة مجالات في داخل كل مجال يكون هناك قاعدة من المعلومات تشكل ما يرغب أعضاء هيئة التدريس أن يروه في المتعلمين في نهاية البرنامج. ولكن المعلومات والمهارات التي تعتبر اليوم مناسبة لطالب التربية البدنية هي نتيجة إجراءات واهتمامات متعددة تطورت على مر التاريخ. فقد ظلت التربية البدنية منذ عشرينات القرن التاسع عشر مقتصره على الجمباز وبرامج التدريب للياقة البدنية والصحة والألعاب، حيث كانت أنشطة خارجية إضافية للمنهج، ثم انتقلت في أوائل القرن العشرين متأثرة بالتعليم المتقدم للتركيز على الأنشطة الرياضية والترويحية التي افترض أنها تسهم في النمو المتكامل للطفل حتى اتجهت طوال النصف الأول من القرن العشرين إلى منحى سمي بالتربية من خلال البدن كفلسفة منهجية مسيطرة، وطوال النصف الأول من القرن العشرين كان التركيز على الرياضة والألعاب في جهود دورية لزيادة العناية باللياقة البدنية استجابة للاهتمام بالحالة البدنية للمواطنين ، ثم بدأ منظور التربية من خلال البدن في الانحسار في الستينات من القرن العشرين بعد ان بدأ التأكيد على القيمة التربوية للرياضة يؤدي إلى التوسع في البرامج الرياضية المدرسية (لندا ل. Linda l: 758). إن معلومات عن مجالات العلوم المتعلقة بجسم الإنسان تأتي من تأثير الرواد من الأطباء في هذا المجال، والذين دفعوا إلى المهنة من قبل التعليم العالي بالولايات المتحدة الأمريكية. ويؤكد بالبوا (Balboa:136) أن أطباء أمثال (Dio Lews William & Rson, Delpnhin, & Hann) عملوا من قبل التعليم العالي عندما كان مستقبل إعداد معلم التربية البدنية غير مؤكد، ثم أسهم (1964 Franklin, Henry) في جعل التربية البدنية منهج علمي أكاديمي ووضعه في المكان الصحيح في مجال البحث العلمي في الجامعات، وانتعشت العلوم المتصلة بالتربية البدنية ، وبذلك دخلت العلوم مجال إعداد طالب التربية البدنية ، وكذلك الألعاب والرياضات مرتبطة بالجوانب الاجتماعية، بجانب أنشطة أخرى ارتبطت بالتطور الاجتماعي والثقافي حديثاً. إن الألعاب والرياضات من الناحية الرسمية دخلت مجال إعداد طالب التربية البدنية في القرن العشرين عندما كان أفراد مثل (Tohnas, Wood, and Gessy Williams) يناقشون موضوعاتهم كوسائل نافعة لتأكيد الناحية الاجتماعية والجوانب الشخصية للطلاب. أما الجانب العلمي فقد دخل مجال التدريس عن طريق الحاجة إلى العلوم والمعارف المختلفة المرتبطة بالحركة في التدريس حوالي منتصف السبعينات، ونتيجة لذلك فقد ظهرت عدة طرق وافكار تدريسية مختلفة ومحتوى لطرق التدريس، وقد شملت مناهج إعداد طالب التربية البدنية بنجاح نتيجة دخول العلوم وكرد فعل للمستوى الثقافي والاقتصادي الحديث أنشطة أخرى مثل (Wellness) (OutdoorAdventure Education1) كل هذه الموضوعات والأفكار هي التي تكون القاعدة الاساسية لمحتوى منهج الاعداد المهني لطالب التربية البدنية اليوم (كريك، 1993م: 12). منهج الإعداد المهني لطالب التربية البدنية يجب أن ينمو، ويتسع محتواه، وأن تكون هناك متطلبات متغيرة توضع بواسطة الهيئات المسئولة عن تقييم الشهادات والإداريين حتى يمكن توفير الوقت في عملية افعداد (ميتسلر, Metsler :14). ويذكر(ميتسلر و بوني,& Bonnie Metsler :478) أن أعضاء هيئة التدريس المسئولون عن إعداد منهج الاعداد المهني لطالب التربية البدنية لا يستطيعون أن يقرروا قاعدة المعلومات الأساسية الأصلية الخاصة بالمنهج، إن معظمهم وإن لم يكن أغلبهم يقولون أن هذه القواعد تستخلص من المراجع أو من الدراسات المرتبطة بإعداد الطالب ومن المؤسسات الخاصة المسئولة عن الترخيص كذلك الهيئات المسئولة عن تقييم الشهادات. أن أعضاء هيئة التدريس هم المسئولون الرئيسيون عن إعداد منهج الإعداد المهني لطالب التربية البدنية وذلك عن طريق المصادر المختلفة التي تساهم في بناء قاعدة المعلومات المناسبة. ومن المراجع الشائعة عن محتوى قاعدة المعلومات ما حدده (كريستينسن، Christiensen :38) ويتضمن معلومات عن المحتوى، وطرق التدريس العامة، محتوى طرق التدريس، المنهج، المتعلمين وخصائصهم، المحتوى التربوي، الأهداف التربوية، هذا بالإضافة إلى بعض المعلومات عن المسئولين عن تقييم الشهادات والامتحانات. وقد حدد بالبوا (Balboa:161) عنصرين أساسيين يسهمان في تقديم قاعدة معلومات متغيرة ومتنوعة تساهم في إعداد معلم التربية البدنية: 1- أن المعلومات يجب أن تكون متنوعة وديناميكية وبالتالي يجب أن تكون ذات هدف داخل عدة أوجه متنوعة تشمل الجانب الثقافي والاجتماعي والسياسي والأخلاقي. 2- أن المعلم يجب ألا يكون ناقلاً للمعرفة فقط بل يجب أن يكون مساهماً في بناء المهنة. والسؤال الآن كيف يمكن مساعدة الخريج المبتدئ من خلال خطة وبرنامج متابعة الخريج المبتدئ وإمداده بحلول للمشاكل التي سوف تواجهه، فالخريج المبتدئ، قد يعاني من مشاكل كثيرة مع دوره في المؤسسة وأنه ليس في وضع يستطيع أن يتحدى القوى الموجودة حوله مثل الإداريين وزملاؤه وأولياء الأمور ..إلخ، حيث يرى (كوزل، Cozel : 149) أن المتخرج سوف يتعامل مع بيئات مختلفة ومراحل وافراد يعيشون في بيئات مختلفة واختلاف المستويات من الناحية البدنية والاقتصادية والثقافية والعقلية فهناك كثير من المشاكل التي يجب التعامل معها. ويوضح هذا في تقييمه للمعلم المبتدئ في الولايات المتحدة بقولة " لم يطلب من هؤلاء المعلمين أن يتعاملوا علناً مع الأفكار الأيدولوجية ولم يزودوا بمعرفة تحسين الأنماط التي تتحكم في الجسم ولم يشجعهم أحد على تطوير النواحي الاجتماعية ولا استطاعوا أن يتعرفوا على الطرق التربوية والعلاقات بينها ولم يتعلموا كيف يحلوا المشاكل الاجتماعية من خلال التربية البدنية. لذلك فإن هناك حاجة إلى تبصير الخريجين المبتدئين إلى المواقف الحقيقية في المؤسسات المختلفة، فهي ليست فقط مؤسسات توجيهية ولكنها قاعدة هامة تتلاقى فيها النواحي السياسية والثقافية وأن مراعاة قدرات الخريج المبتدئ تحتاج إلى أسلوب ديناميكي يتميز بالحرص الشديد ويتملك القدرة الاستراتيجية على التغيير(شيمب، Schempp :447). وبذلك فإن منهج إعداد طالب التربية البدنية يجب ألا يقدم فقط للأفراد المعارف والمعلومات بل يجب أن يؤهلهم لمواجهة الاحتياجات الشخصية للتلاميذ، ومتغيرات الواقع الاجتماعي للمدرسة وخلق مجتمع أفضل. ويؤكد (جابر عبدالحميد : 4,3) على أن تطوير وتنمية المعرفة تتطلب أن يمضي معظم المدرسين إلى أبعد مما خبروه هم أنفسهم كتلاميذ، وهذا لا يمكن أن يتم عن طريق التصورات النظرية وحدها ولا من خلال الخبرة غير الموجهة إنها تحتاج إلى الربط الوثيق المحكم بين النظرية والممارسة في سياق قاعدة من المعرفة يحتمل ان تكون الملمح الأساسي أو المفتاح لتربية المعلم وإعداده للقرن الحادي والعشرون. لذا فإن الطلاب يحتاجون إلى أن يعرفوا أكثر من استيعابهم للمادة الدراسية التي يدرسونها. ويضيف (شوارتز Schwartz : 13) لقد انتهى الزمن الذي كان يتعلم فيه التلميذ من خلال مجموعة من المقررات وبطرق متوقعة ولكننا اليوم يجب أن نهتم بالوصول إلى التأثير الجيد لمنهج متعدد المكونات يستطيع الطالب فيه أن يحصل على المعلومات الأساسية، والمهارات التربوية، و أن يتعلم كيف يواجه المواقف المتغيرة.
محتوى قاعدة المعارف والمعلومات في التربية البدنية المهارة الحركية والرياضية وجسم الإنسان: إن محور اهتمام التربية البدنية يتمركز حول دراسة الإنسان في حركته لذلك فإن المعرفة في هذا المجال يجب أن تحقق هذا، وبعض الأقسام والكليات في بعض الدول المتقدمة قد اتخذ من الحركة وعلومها عنواناً لها، إلا أن الكتابات الحديثة في هذا المجال تربط بين حركة الإنسان والبناء الاجتماعي والثقافي. إن مظاهر الحركة هي انعكاس واضح للثقافة في المجتمع والأشكال والأطر الحركية كالتعبير الحركي والألعاب الشعبية والرياضية، إنما تعبر عن أطر اجتماعية جوهرها الحركة صيغت صياغة ثقافية معينة، كما أن الرياضة كنظام اجتماعي للحركة يتوقف نجاحه أو فشله على اعتبارات ثقافية عديدة، لذلك ينبغي معالجة الرياضة من مختلف زواياها الاجتماعية كعلاقاتها بالسياسة والاقتصاد والقانون (أمين أنور الخولي، 1996م: 358). ويؤكد هذا الاتجاه أيضاً بالبوا (Balboa:167) حيث يقول أن تدريس الحركة يجب أن يتعدى النواحي البيولوجية، ويجب أن يتعلق بالبناء الاجتماعي المحيط والذي يرتبط بالمحتوى، وأن منهج الإعداد المهني لطالب التربية البدنية يجب ان يساعد التلاميذ على اكتشاف الحركة بشكل ثقافي متداخل، ويكشف ويفسر الوظائف تاريخياً كما يكون له القدرة على المقارنة والنقد ولا يقبل الأشياء بدون مناقشة موضحاً السلبيات بجانب الإيجابيات، فمن المناسب معرفة أنه بجانب فهم كيف يعمل جسم الإنسان ووظائفه وكيف يتحرك،يجب ايضا معرفة النواحي الأخلاقية والاقتصادية والسياسية والتي تستخلص من الاستخدامات المختلفة لجسم الإنسان. النظريات والطرق التربوية: إذا كان أسلوب الفرد يعتمد على القيم التي يتحلى بها فإن عدم فهم الأفكار التي تناولها التربويون الأوائل مثل Rousseau, Emperson, Dewey, Pestalozzi وكذلك معنى الفلسفات التربوية مثل الفلسفات البرجماتية، التقدمية، الماركسية، والمثالية سوف يجعل المعلمين غير مناسبين لمواجهة مشاكل المهنة وتحدياتها بنجاح، فبدون فهم هذه النظريات التربوية فإنهم لا يستطيعون تكوين قيم تربوية قوية ولا يستطيعون المناقشة بشكل منطقي (أوزمون، وكرافرOzmon, & Craver:361). وقد أتفق مع هذا المفهوم (كوزول، Kozol) حيث يقول " أنه لزيادة الفرص المتاحة للخريجين يجب وضع وسائل أخرى بديلة، ووضع الفلسفات ضمن إطار التطبيق والتي تساهم في إعطاء الفرص للطلاب في التجريب والتطبيق، كما يجب عليهم أن يثيروا المنافسات وأن يبدوا الأسباب التي تساعد على تطبيق مثل هذه البدائل، وأن يمتلكوا القدرة على التواصل مع القوى الاجتماعية في المدرسة وفهم الجوانب السياسية واستراتيجيات القيم المحيطة". وفي هذا الإطار يشير (توفيق أحمد مرعي، محمد محمود، 2000م: 132) عن (Golby) أنه من واجب المنهج أن يبنى بشكل يؤدي إلى التفكير المنظم عند الطلاب وعليه أن يؤكد على التنسيق بين المحتوى الدراسي وطريقة التدريس على نحو يؤدي إلى التنمية الفكرية عند الدارسين. طرق البحث: للبحث وظيفة فريدة في التعليم وهي تنمية القاعدة المعرفية المهنية للطلاب وبتوافر هذه القاعدة المعرفية يمكن وضعها موضع الممارسة وتطويرها وتنميتها فتصبح أكثر قدرة على التقدم المطرد. وفي دراسة قامت بها اللجنة القومية للتدريس ومستقبل أمريكا أوضحت أنه من خصائص برنامج الإعداد المهني للطالب الأكثر نجاحاُ أن يتضمن استخداماً مكثفاً لطرق دراسة الحالة، وبحوث المدرس وتقييم الأداء لضمان أن يطبق التعلم على مشكلات الممارسة الحقيقية (جابر عبدالحميد جابر:398). واشتراك الطلاب في طرق البحث المتعدد يسهم كثيراً في هذا الجانب حيث يؤكد بالبوا (Balboa:169) أن الاشتراك في مشروعات البحث الناقد او البحث الذي يوصف بالنقد الوصفي يمكن الطلاب من طرح الأسئلة التي تعكس مختلف وجهات النظر، وأن يتيح للأفراد اكتشاف معان جديدة وأن يضع أرضية محددة واحتمالات مختلفة من المعلومات. مهارات الخلق والابتكار: إن التفكير الابتكاري هو أحد الاهداف التربوية المهمة والتي يجب العمل على إكسابه للمتعلم من خلال البرنامج. ويرى (رشدي لبيب، فايز مراد مينا: 23) إن الابتكارية "هي عملية انبثاق أو توليد علاقة جديدة بين الفرد من ناحية والظروف أو المواقف وما فيها من أشياء، وأحداث وأشخاص من ناحية أخرى". ومهما اختلف الباحثون في تعريفهم للتفكير الابتكاري تبعاً للزوايا التي ينظرون منها إليه فأنهم يتفقون جميعاً على أهمية هذا النوع من التفكير. يشير (أيرز Ayers :3) إلى أن التعليم هو إجراءات من الاكتشافات النشطة ونوع من الخلق والابتكار كما هو الحال في التدريس، إن التفكير المبتكر والإبداعات في غاية الأهمية وخاصة عندما يكون الطلاب مجبرين فقط على الاستماع للمحاضرات والمعلومات المنظمة. يقول بالبوا (Balboa:169) أننا عادة ما نتكلم عن (الفنون) وعلم التدريس ولكن للأسف فإن هذه المهارات التي تعتمد على الخلق والابتكار والنقد الفكري غائبة عن برنامج الإعداد المهني لطلاب التربية البدنية ، إن الفنون والعلوم يجب أ، تستخدم لخلق مبادئ الابتكار والإبداع وهذا يمكن أن يؤدي إلى طرق ومعان جديدة. التكنولوجيا ووسائل المعلومات: من آثار التقنية على تربية الطلاب في أوروبا يقول (سفاتوبلوك Svatopluk : 8،7) أن مفاهيم إعداد الطالب وتدريبه تأخذ اعتباراً أكبر للموقف الجديد الذي يتطلب من الخريجين أن يعدوا أنفسهم لمستوى يناسب التقنية الحديثة، وبخاصة تقنية المعلومات والاتصال والأساليب الجديدة لتطبيقها. إن معرفة كيف يمكن استخدام تكنولوجيا الاتصالات وكيف نصل إلى الوسيلة لهذه المعلومات تعتبر هامة جداً لوظيفة طالب التربية البدنية وكذلك المتعلمين في عالم اليوم. ويرى ( محمود احمد شوقي: 216) أهمية تشغيل الحاسب الآلي لغرض استخدامه في التعليم وقراءة برامجه وتفسيرها وشرحها، ونظراً لأن الحاسب الآلي يتطور بسرعة كبيرة وكذلك وظائفه في التدريس، فإن وظائف الطلاب هي الأخرى تتغير، ومن ثم فإن المنهج لابد من أن يواكب هذا التغيير. علم النفس والتطور البدني و الحركي: إن نظريات علم النفس والتطور البدني والحركي يجب أن تكون ضمن إعداد الطالب لمهنة التربية البدنية ولكن برنامج الإعداد المهني للطالب حديثاً لا تتضمن مستوى التطور الحركي في كثير من الكليات، وعلى الخريجين فهم الجانب البدني النفسي للتطور والنمو. يؤكد هذا (جينيز Jennings: 247) " إنني أؤمن بنظريات علم نفس التطور كامتداد لنظريات التطور الحركي التي يجب أيضاً أن تكون ضمن المحتوى، وفي النهاية فإن خبرات الأطفال سوف يستدل عليها من وجود قدرات من الأفكار الذاتية كذلك قدر من الفشل والسليبة والاعتمادية وبالتالي حتى يمكن أن يتحقق الهدف التربوي فإن على الطلاب فهم الجانب البدني والجانب الحركي للتطور والنمو وتأثير معرفة الذات التي يتعايش معها النشء". التاريخ والاجتماع والفلسفة: في بداية برنامج الإعداد المهني يعتبر التاريخ والاجتماع والفلسفة من أهم الموضوعات داخل البرنامج، فهي تمد طالب التربية البدنية بمعلومات شاملة عن الثقافة والمجتمع. إن استقراء تاريخ التربية البدنية، في ضوء المتغيرات والنظم والأفكار المختلفة التي مرت عليها، تعد معيناً لا ينضب من الخبرات والتجارب التي من شأنها توجيه دفة نظام التربية البدنية و الرياضية حالياً ومستقبلاً. وبالرغم من ان الفلسفة تهتم بالبحث عن الحقيقة وبدراسة القيم واستقصاء سبل المعرفة وتفسير كل ذلك تفسيراً نظرياً يتفق مع المنطق في ضوء مباحث الفلسفة، إلا أن البحث في هذا الجانب لا يلقى الاهتمام الكافي من قبل الباحثين في العالم العربي بشكل عام، الأمر الذي يتطلب جهوداً كبيرة في هذا الصدد، أما علم الاجتماع الرياضي فهو من أحدث النظم الفرعية التي انضمت إلى نظام التربية البدنية و الرياضية، إلا ان بعض المنظرين ما زال يعتبره أحد الأصول الأساسية للتربية البدنية و الرياضية، كالتاريخ، والفلسفة، وعلم اجتماع الرياضة هو النظام الفرعي الذي يهتم بوصف وتفسير العلاقات المتبادلة بين الرياضة وغيرها من بناء وتركيب النظام الاجتماعي ومؤسساته. والمجال الرئيسي لهذا المجال هو دراسة الرياضة من المنظور الاجتماعي كظاهرة اجتماعية وكنظام أو كمؤسسة اجتماعية، والرياضة والنشاط البدني كعامل للتنشئة الاجتماعية والتطبيع والأشكال الاجتماعية والثقافية للنشاط البدني والحركي للإنسان (أمين الخولي، 1996م: 427، 428، 434). أما (كريك Kiek : 211) فيرى أن التاريخ يستطيع أن يقدم بشكل كبير أكثر مما كان في الماضي، وأن يسهل فهم المستقبل، ومن خلاله نستطيع أن نفهم الاختلافات في وجهات النظر في التربية البدنية و ان نفهم الاهتمامات المهنية و اعتراضها في هذا الموضوع بالإضافة إلى أننا نستطيع أن نصمم اتجاهات مهنية حديثة. ويرى بالبوا (Balboa:171) أن الفلسفة هي المدخل للطالب حتى يستطيع أن يلم بالعوامل المعنوية والمحسوسة بالإضافة إلى أهداف الحياة بصفة عامة والتربية بصفة خاصة، ويضيف بالبوا عن (ساج Sage) أن علم الاجتماع ضروري للمبتدئين وذلك للتحقق من العلاقة المعقدة بين النشاط الحركي (الرياضة) وبين النواحي الثقافية والأيديولوجية المختلفة التي سوف تقود الحياة الاجتماعية، وبدون معلومات تاريخية واجتماعية وفلسفة يصبح من الصعب جداً أن يكون الخريج قادراً على التعبير، و هذا سوف يكون أحد الأسباب لعدم القدرة على نقل المعرفة بذكاء. مهارات الكتابة والحديث: إن البرنامج الجيد يجب أن يعمل على تنمية مهارات الكتابة والحديث حيث أنه غالباً ما يكون صوت المعلم هو الغالب أثناء المحاصرة. يشير (جابر عبدالحميد: 401) إلى " أن اللغة هي البوابة للتعلم، يحتاج الطلاب اللغة بحيث يستطيعون أن يكونوا مهاراتهم اللغوية ويخلقون خبرات تعلم تكون ميسرة وفي متناول فهم التلاميذ واستيعابهم وقد يعني هذا استراتيجيات تتراوح ما بين التدريس الصريح للمفردات الأساسية أو استخدام إمارات وإلماعات ومواد بصرية وسمعية، إلى إعداد مواقف تعلم تضافري وتعاوني حيث يتعلم التلاميذ استخدام اللغة على نحو مكثف". يقول (هولي Howley: 44) إن منهج إعداد طالب التربية البدنية الجيد لا بد أن يوفر فرص تطبيق أسلوب الكلام والكتابة التي تعتمد على تغذية رجعية من المجالات المختلفة، وهذا يأتي بزيادة الحماس للقراءة والتحدث من كتاب معروفين في المجالات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك فإن طلاب منهج الإعداد المهني للتربية البدنية يجب أن يتعلموا كيف يبحثوا في المكتبة وكيف يستخدمون المصطلحات بشكل مناسب حتى يستطيعون أن يعطوا رسائل ذات صفة أيدلوجية حول الرياضة والحركة بالإضافة إلى مساعدتهم لتفسير كل المدخلات الثقافية ووسائل اتصالها. الخبرات المتداخلة: من أجل وضع الأساسيات لفهم وتطبيق مبدأ الخبرات المتداخلة يرى بالبوا (Balboa:174) أن برنامج إعداد طالب التربية البدنية يجب أن يطرح موضوعات متداخلة في البرنامج مثل: 1- إلقاء الضوء على الأخلاقيات والقيم والنواحي الروحانية في العلاقات المرتبطة مع التدريس في مجال التربية البدنية والرياضية سواء في مجال الاحتراف أو الهواية. 2- تحليل المميزات والعيوب لرؤية التمرينات واللياقة كسلوك صحي بين مختلف الفئات. 3- التحقق من عملية تطبيق ما يسمى بالناحية العلمية بالتربية البدنية والرياضية من الأوجه المختلفة الاقتصادية، والتربوية، والسياسية. 4- اختبار والتعرف على المنتجات التي لها علاقة بالنشاط البدني. 5- التأكيد على الناحية الإيجابية والسلبية بين النشاط البدني والبيئة المحيطة (المزارع والمصانع.....). الخدمات الاجتماعية والمهنية: إن الإنسان يتعلم من خلال البيئة لذلك فإن منهج الإعداد المهني لطالب التربية البدنية لابد من أن يتيح فرص مناسبة لاكتساب الخبرات من خلال هذا الجانب، وهنا يشير (برجين Bergen: 43) إلى أن طلاب التربية البدنية يجب أن يتعرضوا لخبرات متداخلة مع البيئة حيث أنهم عندما يقودوا التلاميذ خارج المدرسة وفي المجتمع، فإن فكرة التعرف تنمو من خلال هذه الخبرات ومن الأهمية أن تكون هذه الخبرات خارج قاعات الدراسة حيث تتاح للطلاب فرص المشاركة في المسئولية مع المجموعة واتخاذ قرارات تحت ظروف واقعية وذلك لخلق جيل من القادة، كما وأن أحد فوائد الجانب الاجتماعي والمهني أنه يعطي الفرصة لزيادة معلومات الطلاب فيما يختص بثقافتهم وتاريخهم، وفي الحقيقة فإن هذه الخدمات يجب أن تتصف بدرجة عالية من الناحية الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بشكل أساسي وعليه فإن الطلبة الذين يواجهون خلال عملية التعلم سيلاً متصلاً من المشكلات الواقعية يشعرون بنوع من التحدي كما يشعرون بمسؤوليتهم في مواجهة ذلك التحدي ومن هنا يبدأون عملية الاتصال بواقع حياتهم فقدرتهم على مواجهة التحدي تبعث في نفوسهم مزيداً من الشعور لمواجهة تحديات جديدة بما يفتح امامهم مزيداً من الفهم والالتزام (سعيد إسماعيل علي: 217). وبذلك يمكن القول أن: 1-هناك متغيرات بيئية مصاحبة للفرد الذي سيتعامل معه الطالب ويجب أن يعد للتعامل معها وهذه المتغيرات مثل الناحية الاقتصادية والاجتماعية والعقلية والجسدية ومشاكل البيئة المحيطة مثل العنف والمخدرات......إلخ. 2- ليست المقررات المهنية هي الوحيدة لإعداد طالب التربية ا البدنية (وهي غير كافية) بل هناك معارف ضرورية تسمح بالتعامل مع المتغيرات السابقة. 3- يقع العبء الأكبر على عضو هيئة التدريس وكفاءته ومهارته وخبراته وقناعته بالأهداف والفلسفات حتى يستطيع تحقيقها. 4- لابد من وجود تفاعل وتعاون بين أعضاء هيئة التدريس لتحقيق أهداف وفلسفة البرنامج. |